للمرة الأولى في تاريخ عملها، قامت جمعية تجار مدينة كوردوبا الإسبانية بإعداد حدث شامل لقطاع المجوهرات أقيم بين الربع عشر من تشرين الاول والعشرين منه، في مدينة كوردوبا التاريخية في مبنى “بارك خوييرو” الحديث والمؤهل بشكل ممتاز لاستضافة هذا اللقاء العالمي
في الواقع اشتمل الحدث الذي أطلق علية اسم “اللقاءات العالمية للمجوهرات” على نشاطات متنوعة ضمت مؤتمرات ومحاضرات ألقاها محترفون من عدة بلدان مرتبطة بشكل أو بآخر بالقطاع في اسبانيا
تطرأت هذه المحاضرات الى اهتمامات القطاع الحديثة وكيفية التأقلم مع متطلبات الأسواق المتحركة والدائمة التغيير والتي أصبح فيها عالم الاتصالات يشكل جزء لا يستهان به من كيفية التواصل والتسويق فيها
في نشاط موازِ، جرت لقاءات محترفة جمعت من جانب المشترين الذي قدموا من بلدان مختلفة ومن جانب آخر مصنعين من مدينة كوردوبا التي تضم أكثر من ألف وخمسمائة مصنِّع لكل منهم نهجه واسلوبه كما منتجاته الخاصة
من الشرق الأوسط أمت اللقاءات بعثة تجارية منتقاة بدقة وبحسب نوع اهتمامها، وقد كانت مجلة كولكشن الجهة المنظمة لهذا النشاط الذي من شأنه أن يضيف إلى الاسواق المحلية في الشرق الاوسط والخليج العربي، نفساً جديداً ومنتجاً ذا طابع مختلف بهدف إرضاء المستهلك المطلع والهادف باستمرار الى المعرفة والانفتاح على فنون وحضارات جديدة
وقد أبدى غالبية المشتركين في هذه اللقاءات منتهى الإعجاب بالمقاربة الجديدة للمجوهرات التي كانت لهم فرصة التعرف اليها من خلال المواجهات المباشرة مع الجهات المصنعة. واستشف معظمهم الإمكانيات التي يمكن أن يوفرها إدخال هذا النفس الجديد إلى الاسواق المحلية، طبعاً كل بحسب سوقه
من جانبهم قدم المشترون فرصة كبيرة للمصنعين الاسبان بالتعرف الى اسواق منطقة الشرق الاوسط وطلباتها وذوقها وبالأخص، تمكنوا من شرح فكرة مهمة وهي البلدان العربية، وإن اجتمعت باللغة والتفكير، فإن اسلوب الحياة مختلف فيها من بلد إلى آخر، والتقاليد في المجوهرات متباينة، إذ أنها دول متباينة الحضارات في النهاية ولكل ميزتها الخاصة
لا شك اللقاء في كوردوبا كان مميزاً، فعدا إنه الاول من نوعه في هذه البقعة من العالم، إلا أنه ترك أثراً كبيراً وأملاً أكبر بتوسيع التبادل التجاري ما أن يعرف الوضع في المنطقة بوادر الاستقرار
وكان ملفتاً بين المحاضرات التي القيت ضمن فعاليات هذا اللقاء، تلك التى تناولت العلاقات بين فرنسا واسبانيا. وقد أوضح الاستاذ جان-لوك غوتييه، نقاط مهمة من شأنها، إن تعالجت بشكل صحيح، أن تسمح بدخول المصنعين الاسبان بطريقة اسهل وأسرع الى الاسواق الفرنسية. فهذان البلدان على الرغم من التبادل التجاري القديم والعريق بينهما عبر الأزمان والذي حفزه حسن الجوار، لا يزالان في مرحلة بدائية من التعاون. لكن يبدو أن الطرفين لم يتمكنا من تخطي عقدة اللغة التي على الارجح سوف تبقي السوق الأسباني بعيداً عن العالمية لفترة لا يستهان بها بعد، والتي أيضاً يبدو أنها تؤثر في انتشار السوق الفرنسي على السواء