طوال قرابة القرنَين من الزمن، أحاط الغموض باسم “فابرجيه”Fabergé الغنيّ عن التعريف. في شهر يناير، ومع بزوغ فجر عقد جديد، تصطحبكم “فابرجيه” في رحلة عنوانها الاستكشاف مع أحدث فيلم لها بعنوان “رحلة البيضة” ‘The Journey of an Egg’
شرّعت الدار أبواب مشاغلها التي تستكنّ في قلب الغابة السوداء في ألمانيا، لتُتيح للمشاهدين متابعة تفاصيل تصميم قلادة Palais TsarskoyeSelo Turquoise Locket with Heart Surprise قبل أن تُبصر النور على يد أمهر الحرفيّين. تخضع مشاغل “فابرجيه” لإشراف الدكتور ماركوس مورMarcus Mohr ، وهو ينتمي إلى الجيل الرابع من أسرة “فيكتور ماير” Victor Mayer التي تملك شركة تحمل الاسم نفسه عمرها 130 عاماً، لمع اسمها في مجال فنّ النقش والطلاء
يوثّق الفيلم مراحل تصميم القلادة، فتبدأ الرحلة في لندن مع المصمّمة LiisaTallgren في دار “فابرجيه”، التي تلوّن القطعة بنعومة بألوان مائية، قبل إرسالها إلى الحرفيّين في مدينة بفورتسهايم الألمانية
يُسكب الذهب يدوياً إلى قوالب مصمّمة خصيصاً للدار من السيليكون، قبل بردِه وصقله برِفق. بعدها، تتجلّى نقشة الخطوط المتداخلة guilloche الآسرة وذلك باستخدام تقنيّة النقش بواسطة محرّك المعروفة بـengine turning، التي تعود إلى القرن الثامن عشر ولا تزال تُشكّل جزءًا لا يتجزّأ من ابتكارات “فابرجيه” منذ أن أبصرت النور
عندها يسطع فنّ الطلاء الذي اقترن باسم “فابرجيه” بأبهى حِلله. اعتُبر مؤسّس الدار بيتر كارل فابرجيه عبقرياً في استخدام هذه التقنيّة القديمة، إذ اخترع أكثر من 145 لوناً جديداً وفرض نفسه كريادي في هذا المجال بكل ما للكلمة من معنى. وها هي “فابرجيه” اليوم تُحافظ على هذا الإرث بكل فخر. يُعتبر الطلاء بالمينا عمليّة مُذهلة يتمّ فيها لصق الزجاج الملوّن بقوام البودرةعلى سطح قطعة ما على حرارة 900 درجة مئوية. يتطلّب هذا العلم دقّة بالغة، فإذا بقي في الفرن لثوانٍ إضافية فقط، يضطر الحرفي إلى الرجوع إلى نقطة الصفر. تتطلّب هذه التقنية البالغة التعقيد مهارة لا يُعلى عالية وسنوات عديدة من الخبرة
يلوّن الحرفيّون في دار “فابرجيه” البيضة بالبودرة الفيروزية يدوياً وبتأنٍ، والقلب الذي يستكنّ في داخلها بالبودرة الحمراء. عند التسخين، تذوب البودرة وتنساب على القطعة قبل أن تجمد وتتحوّل إلى سطح لامع. قد يتطلّب الحصول على اللون المطلوب خمس طبقات من الطلاء وإدخال القطعة في الفرن خمس مرّات، وقد تستغرق هذه العمليّة يومَين من العمل لإنتاج قطعة واحدة. فالكمال لا يأتي وليدة الصدفة
ثمّ يتمّ ترصيع 16 ألماسة برّاقة بدقّة وعناية على البيضة المصمّمة من الذهب عيار 18 قيراط قبل تجميعها وتلميعها. أمّا المحطّة الأخيرة، فهي مراقبة الجودة، حيث يُصار إلى فحص القطعة تحت المجهر حرصاً على عدم وجود أي شائبة، قبل تعليبها بعناية وشحنها إلى مقرّ “فابرجيه” في لندن لفحصها مرّة أخيرة قبل إرسالها إلى العميل. كل قلادة تُجسّد روح بيتر كار فابرجيه وتخلق إرثاً لأجيال المستقبل